كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



8- ثم قال عز وجل: {فإنا خلقناكم من تراب} الآية يعني آدم صلى الله عليه وسلم {ثم من نطفة ثم من علقة} قال الخليل العلق الدم قبل أن ييبس الواحدة علقة وهكذا تصير النطفة قال أبو عبيد العلق بكر من الدم ما اشتدت حمرته.
9- {ثم من مضغة} وهي لحمة صغيرة بقدر ما يمضغ {مخلقة وغير مخلقة} روى معمر عن قتادة قال تامة وغير تامة قال الشعبي النطفة والعلقة والمضغة فإذا نكست في الخلق الرابع كانت مخلقة وإذا قذفتها قبل ذلك فهي غير مخلقة قال أبو العالية غير مخلقة السقط قال أبو جعفر مخلقة مصورة ويبين ذلك هذا الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مروي من طرق شتى فمن طرقه ما رواه سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب.
قال سمعت ابن مسعود يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو الصادق المصدوق «يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما ثم يكون مضغة أربعين يوما ثم يبعث الله جل وعز إليه ملكا فيقول اكتب عمله وأجله ورزقه واكتبه شقيا أو سعيدا قال عبد الله والذي نفسي بيده إن الرجل ليعمل بعمل أهل السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع ثم يدركه الشقاء فيعمل بعمل أهل النار أو الشقاء فيدخل النار» وروى عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول أي رب أنطفة قد أي رب أعلقة وفي أي رب أمضغة كل فإذا أراد الله جل وعز أن يقضي خلقها قال يقول الملك أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد فما الأجل فما الرزق فيكتب ذلك في بطن أمه قال علقمة إذا وقعت النطفة في الرحم قال الملك مخلقة أو غير مخلقة فإن قال غير مخلقة مجت الرحم دما وإن قال مخلقة قال أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد فيقول اكتبها من اللوح المحفوظ فيجد صفتها فيستنسخه فلا يزال العبد يعمل عليه حتى يموت».
10- وقوله جل وعز: {لنبين لكم } الآية أي ذكرنا أحوال الخلق لنبين لكم ويجوز أن يكون المعنى خلقنا هذا الخلق لنبين لكم.
11- ثم قال جل وعز: {ونقر في الأرحام ما نشاء} الآية أي ونحن نقر في الأرحام ما نشاء ثم قال: {ومنكم من يتوفى} آية 5 وحكى أبو حاتم أن بعضهم قرأ {ومنكم من يتوفى} ومعناه يستوفي أجله.
12- وقوله عز وجل: {لكيلا يعلم من بعد علم} شيئا آية 5 قال الفراء لكيلا يعقل من بعد ما عقل شيئا.
13- وقوله جل وعز: {وترى الأرض هامدة} آية 5 روى سعيد عن قتادة قال أي غبراء متهشمة قال أبو جعفر يقال همدت النار إذا طفئت وذهب لهبها وأرض هامدة أي جافة عليها تراب.
14- ثم قال جل وعز: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} آية 5 أي تحركت وربت أي زادت وقرأ يزيد بن القعقاع وخالد بن إلياس {وربأت} أي ارتفعت حتى صارت بمنزلة الربيئة وهو الذي يحفظ القوم على شيء مشرف فهو رابئ وربئة فلا على المبالغة.
15- ثم قال عز وجل: {وأنبتت من كل زوج بهيج} آية 5 أي من كل صنف من النبات وروى سعيد عن قتادة قال: {بهيج} حسن قال أبو جعفر يقال بهج فهو بهج إذا حسن وأبهجني أعجبني لحسنه.
16- ثم قال جل وعز: {ذلك بأن الله هو الحق} الآية 6 أي الأمر ذلك والأمر ما وصف لكم وبين. ثم قال جل وعز: وأنه يحيي الموتى أي كما أحيا الأرض بقدرته.
17- وقوله جل وعز: {ثاني عطفه} الآية 9 قال مجاهد أي رقبته. وقال قتادة أي عنقه قال أبو العباس العطف ما انثنى من العنق ويقال للأردية منه العطف لأنها تقع على ذلك الموقع وقال غيره يوصف بهذا المتكبر المعرض تجبرا.
18- قوله جل وعز: {ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد} الآية 10 والمعنى يقال له هذا العذاب بما قدمت يداك وبأن الله ليس بظلام للعبيد.
19- ثم قال جل وعز: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} الآية 11 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال على شك قال أبو جعفر وحقيقته في اللغة على حرف طريقة الدين أي ليس داخلا فيه بكليته وبين هذا بقوله جل وعز: {فإن أصابه خير اطمأن به} قال استقر {وإن أصابته فتنة} قال عذاب أو مصيبة {انقلب على وجهه} قال ارتد كافرا.
20- ثم قال جل وعز: {خسر الدنيا والآخرة} الآية 11 وقرأ مجاهد وحميد {خاسر الدنيا والآخر}.
21- وقوله جل وعز: {يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه} الآية 12 ثم قال بعد {يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى} فيقال: كيف يكون له ضر وقد قال: {ما لا يضره} فالجواب أن المعنى يدعو لمن ضر عبادته فإن قيل كيف قال: {أقرب من نفعه} ولا نفع له فالجواب أن العرب تقول لما لا يكون البتة هذا بعيد مثل قوله تعالى: {ذلك رجع بعيد} وفي الآية أجوبة من أجل اللام فأكثر النحويين يذهب إلى أنها في غير موضعها وأن المعنى يدعو من لضرة أقرب من نفعه وقال أبو العباس في الكلام حذف أي يدعو لمن ضره أقرب من نفعه إلها. وقيل يدعو هاهنا بمعنى يقول كما قال عنترة:
يدعون عنتر والرماح كأنها ** أشطان بئر في لبان الأدهم

وقال أبو إسحق يجوز أن يكون يدعو في موضع الحال وفيه هاء محذوفة ويكون خبر {من} {لبئس المولى ولبئس العشير}.
قال الفراء يجوز أن يكون {يدعو} خبر {من} ويكون {لبئس المولى ولبئس العشير} مكررة على ما قبلها ولأبي إسحق قول آخر وزعم أن النحويين أجازوه قال يكون {ذلك} بمعنى الذي أي الذي هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره كما قال تعالى: {وما تلك بيمينك موسى} وأنشد:
عدس ما لعباد عليك إمارة ** أمنت وهذا تحملين طليق

وحكى الفراء أنه يجوز في هذا شيء لم يتقدم به أثر وهو {يدعو لمن ضره} بكسر اللام بمعنى يدعو إلى من ضره كما قال سبحانه: {الحمد لله الذي هدانا لهذا} أي إلى هذا قال أبو جعفر والآية مشكلة لدخول اللام وإن الحذاق من النحويين يمنعون أن ينوى بها تقديم أو تأخير لأنها لا تصرف وأن يكون {يدعو} بمعنى يقول حسن والخبر محذوف أي يقول لمن ضره أقرب من نفعه له.
22- ثم قال جل وعز: {لبئس المولى} الآية 13 أي الولي كما قال الشاعر:
فعدت كلا الفرجين تحسب أنه ** مولى المخافة خلفها وأمامها

{ولبئس العشير} أي الصاحب والخليل قال مجاهد يعني الوثن.
23- وقوله جل وعز: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة} الآية 15 قال أبو جعفر هذه الآية مشكلة وفيها قولان:
أ- روى سفيان عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس قال: {من كان يظن أن لن ينصره الله} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم {فليمدد بسبب} أي بحبل {إلى السماء} أي سقف بيته {ثم ليقطع} أي ليختنق قال أبو جعفر وهذا قول أكثر أهل التفسير منهم الضحاك ومعناه من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا عليه السلام ويظهر دينه على الدين كله فليجهد جهده فلينظر هل ينفعه ذلك شيئا. ب: والقول الآخر أن طلحة بن عمرو قال سمعت عطاء يقول في قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله} أن لن يرزقه الله {فليمدد بسبب إلى السماء} أي إلى سماء بيته {فلينظر} هل ينفعه ذلك أو يأتيه برزق وروى ابن أبي نجيج عن مجاهد {من كان يظن أن لن ينصره الله} قال أي أن لن يرزقه الله قال أبو جعفر وهذا القول أيضا معروف في اللغة وهو قول أبي عبيدة وحكى أهل اللغة أنه يقال أرض منصورة أي ممطورة وروى عن ابن عباس من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا أي يرزقه في الدنيا وقال غيره الأولى أن تكون الهاء تعود على النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله جل وعز ذكر قوما يعبدونه على حرف ثم أتبع ذلك هذه الآية في قوم يظنون أن الله لا يوسع على محمد وأمته ولا يرزقهم في الآخرة من سني عطاياه فليمدد بحبل إلى سماء فوقه إما سقف بيته أو غيره إذا اغتاظ لاستعجال ذلك.
24- قال أبو جعفر وقد ذكرنا القول في قوله عز وجل: {إن الذين آمنوا والذين هادوا} في سورة البقرة.
25- وقوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض} الآية 17 قيل السجود هاهنا الطاعة والانقياد ومعنى قوله تعالى: {وكثير حق عليه العذاب} وكثير أبى.
26- ثم قال جل وعز: {ومن يهن الله فما له من مكرم} الآية 18 قال الفراء وقد يقرأ {فما له من مكرم} أي إكرام.
27- ثم قال جل وعز: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} الآية 19 قد ذكرنا فيمن نزلت هذه القصة في أول هذه السورة.
28- ثم قال جل وعز: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} الآية 19 قيل هذا لأحد الخصمين وهي الفرقة الكافرة.
29- ثم قال جل وعز: {يصهر به ما في بطونهم} الآية 20 قال مجاهد أي يذاب قال أبو جعفر وحكى أهل اللغة صهرت الشحم أي أذبته والصهارة ما أذيب من الألية.
30- وقوله جل وعز: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله} الآية 25 خبر إن محذوف والمعنى إن الذين كفروا هلكوا كما قال إن محلا وإن مرتحلا.
31- ثم قال جل وعز: {والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد} الآية 25 وحكى أبو حاتم أن بعضهم قرأ {سواء} بالنصب {العاكف فيه والبادئ} بالخفض والمعنى الذي جعلناه للناس العاكف والبادي. قال مجاهد {العاكف} النازل {والبادي} الجائي وقال الحسن وعطاء العاكف من كان من أهل مكة والبادي من كان من غير أهلها قال مجاهد أي هما في تعظمهما: وحرمتهما سواء وقال عطاء أي ليس أحد أحق به من أحد وتأول عمر بن عبد العزيز الآية على أنه لا يكرى بيوت مكة وروي عن عمر بن الخطاب أنه كان ينهي أن تغلق دور مكة في زمن الحج وأن الناس كانوا ينزلون منها حيث وجدوه فارغا وظاهر القران يدل على أن المراد المسجد كما قال جل وعز: {وهم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} لأنهم كانوا يمنعون منه ويدعون أنهم أربابه إنما ذكر المسجد ولم يذكر دور الناس ومنازلهم وقيل هما في إقامة المناسك سواء وقيل ليس لأحدهما فضل على صاحبه.
32- ثم قال جل وعز: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} الآية 25 روى مرة عن عبد الله بن مسعود قال لو أن رجلا هم بخطيئة لم تكتب عليه ولو هم بقتل رجل بمكة وهو بعدن أبين لعذبه الله جل وعز ثم قرأ {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم غير نذقه من عذاب أليم} وروى هشيم عن الحجاج عن عطاء {ومن يرد فيه بإلحاد} قال من عبد غير الله جل وعز وقال مجاهد من عمل بسيئة وقال حبيب بن أبي ثابت هم المحتكرون الطعام بمكة وأبين ما قيل فيه أن معنى {بإلحاد بظلم} لكل معصية لأن الآية عامة قال أبو جعفر أصل الإلحاد في اللغة الميل عن القصد ومنه سمي اللحد ولو كان مستويا لقيل ضريح ومنه قوله سبحانه: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} يقال لحد وألحد بمعنى واحد هذا قول أهل اللغة إلا الأحمر فإنه حكى أنه يقال ألحد إذا جادل ولحد إذا عدل ومال قال سعيد بن مسعدة الباء زائدة والمعنى ومن يرد فيه إلحاد بظلم وهذا عند أبي العباس خطأ لأنه لا يزاد شيء لغير معنى والقول عنده أن يريد ما يدل على الأرادة فالمعنى ومن أرادته بأن يلحد بظلم كما قال الشاعر:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما ** تمثل لي ليلى بكل سبيل

وحكى الفراء عن بعض القراء {ومن يرد فيه بإلحاد} من الورود وهذا بعيد لأنه إنما يقال وردته ولا يكاد يقال وردت فيه.
33- وقوله جل وعز: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} الآية 26 يقال لم جئ هاهنا باللام وقد قال في موضع آخر {ولقد بوأنا بني اسرائيل مبوأ صدق} فالفرق بينهما أن أهل التفسير قالوا المعنى جعلنا لإبراهيم مكان البيت مبوأ أي منزلا قال أبو جعفر ويبين لك معناه حديث حدثناه أبو عبيد القاضي عن الزعفراني قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا سفيان عن بشر بن عاصم عن سعيد بن المسيب قال سمعت كعب الأحبار يقول كان البيت غثاءة على الماء قبل أن يخلق الله الأرض بأربعين سنة ومنه دحيت الأرض قال سعيد حدثنا علي بن أبي طالب أن إبراهيم نبي الله صلى الله عليه وسلم أقبل من أرمينية ومعه السكينة تدله على البيت حتى تبوأ البيت تبوأ كما تتبوأ العنكبوت بيتا فكان يحمل الحجر من الحجارة الحجر يطيقه أو لا يطيقه ثلاثون رجلا قال فقلت لسعيد يا أبا محمد إن الله جل وعز يقول: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} قال إنما كان هذا بعد ذلك.
34- ثم قال جل وعز: {وطهر بيتي للطائفين والقائمين} الآية 26 روى هشيم عن عبد الملك قال القائمون المصلون قال قتادة والركع السجود أهل الصلاة.
35- ثم قال عز وجل: {وأذن في الناس بالحج} الآية 28 وقرأ الحسن {وآذن في الناس بالحج} مخففة ممدودة يقال آذنته بعد بالصلاة وبكذا أي أعلمته وأذنت على التكثير وقرأ ابن أبي إسحق بالحج بكسر الحاء في جميع القران قال مجاهد فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم يا رب كيف أقول قال قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم فوقرت يقول في قلب كل مؤمن فأجابوا بلبيك اللهم لبيك أي فأجاب من يحج.
36- ثم قال جل وعز: {يأتوك رجالا} الآية 28 قال ابن عباس أي رجالة وقرأ مجاهد {يأتوك رجالا} وروى عن عكرمة {يأتوك رجالا} قال أبو جعفر يقال في جمع راجل خمسة أوجه راجل ورجال مثل راكب وركاب وهذا الذي روي عن عكرمة وراجل ورجال مثل قائم وقيام ويقال راجل ورجله ورجل ورجاله فهذه خمسة والذي روي عن مجاهد غير معروف والأشبه به أن يكون غير منون مثل {كسالى} و{سكارى} ولو نون لكان على فعال وفعال في الجميع قليل.
37- ثم قال جل وعز: {وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} وقرأ أصحاب عبد الله {يأتون من كل فج عميق} قال عطاء ومجاهد والضحاك من كل طريق بعيد قال أبو جعفر العمق في اللغة البعد ومنه بئر عميقة أي بعيدة القعر ومنه:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق

38- ثم قال جل وعز: {ليشهدوا منافع لهم} روى عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس قال الأسواق وروى سفيان عن جابر عن أبي جعفر {ليشهدوا منافع لهم} قال المغفرة وقال عطاء ما يرضى الله من أمر الدنيا والآخرة قال أبو جعفر قول جابر في هذا أحسن أي وأذن في الناس بالحج ليأتوا لعمل الحج الذي دعوا له وهو سبب للمغفرة وليس يأتون من كل فج عميق ولا وأذن فيهم ليتجروا الذي هذا بعيد جدا 39- ثم قال جل وعز: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} في الأيام المعلومات اختلاف ولا نعلم في المعدودات اختلافا روى ابن ليلى عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال الأيام المعلومات يوم النحر ويومان بعده إذبح في أيها شئت وأفضلها وأولها وهذا المعروف من قول ابن عمر وهو قول أهل المدينة وروى هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الأيام المعلومات العشر يوم النحر منها والأيام المعدودات أيام التشريق إلى آخر النفر وقال بهذا القول عطاء ومجاهد وإبراهيم والضحاك وهو قول أهل الكوفة.
40- وقوله جل وعز: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} قال عطاء ومجاهد إن شئت فكل وإن شئت فلا تأكل قال أبو جعفر وهذا عند أهل اللغة على الإباحة كما قال سبحانه: {وإذا حللتم فاصطادوا} فإن قيل الإباحة لا تكون إلا بعد حظر فكيف يكون هاهنا إباحة ولبس في الكلام حظر فالجواب أنهم كانوا في الجاهلية يحظرون أكل لحوم الضحايا فأعلمهم الله جل وعز أن ذلك مباح لهم قال مجاهد البائس الذي إذا إذا سألك مد يده قال أبو جعفر البائس في اللغة الذي به البؤس وهو شدة الفقر.